العودة للحياة مرة أخرى بعد انتهاء المعركة ضد السرطان…
يُعد التعافي من السرطان بمثابة معركة يتصدى لها المرضى والمحيطون بهم.
تسمح لنا التطورات الحالية في مجال الطب أن نأمل في التوصل للعلاج، لكن عندما يوضع الجسم والعقل تحت اختبار، ستجد أنه لا يوجد ما هو أبسط من إصلاح النفس، والعودة لممارسة الأنشطة اليومية، والتي لن تعود أبدًا إلى ما كانت عليه من قبل.
إن إعادة بناء جسمكِ واستعادة نشاطه من جديد، وإيجاد مكان لكِ داخل نطاق العمل والأسرة مرة أخرى بعد كل ما تعرضتِ له من أذى بدني ونفسي، لهي رحلة طويلة تتطلب الصبر والدعم ،كما تتسم بأنه فريدة و شخصية.
ولقد كان من دواعي سروري أن أستحضِر هذه الرحلة قبل بضعة أيام على محطة أوروبا 1 عندما استضافني البرنامج الإذاعي «Le tour de la question» الذي يقدمه ويندي بوشار برُفقة كل من الدكتور آلان توليدانو وإيلي بيرنادو (إحدى الناجيات من السرطان).
تطرقنا إلى الحديث عن الحياة فيما بعد الشفاء من السرطان، وكيفية التعافي من هذه المحنة واستعادة التوازن بين الشعور بالذنب، والتعطش لخوض غمار الحياة مرة أخرى.
“لقد أصبحت فعالية علم الأورام الحديث في تزايد مستمر؛ وإن كان قد استقر لدينا بأنه غالبًا ما يترك الانطباع باهتمام هذا العلم بالمرض أكثر من اهتمامه بالمريض نفسه. الأهم من ذلك كله أن المريض في هذا الوقت بالتحديد يكون في أمَسِّ الحاجة إلى طبيب الأورام المعالج له؛ لأن المريض لن يستطيع استرداد نفسه وحياته الطبيعية إلا بمساعدة الطبيب” (آلان توليدانو).
ما لا يمكن تصديقه بالفعل هو أن 60% من المرضى الذي تضرروا من محنة السرطان يعيشون هذه الفترة “اللاحقة” بصعوبة كبرى.
فخلال فترة العلاجات، كنا نتلقى الرعاية والدعم أيضًا. وكان جدولنا ممتلئًا طوال عدة أشهر بالمواعيد الطبية. وعندما يتوقف كل هذا فجأة وفي وقت واحد، يشعر المريض بالفراغ: دون إحالة ودون مواعيد متابعة إلا نادرًا جدًّا. حينها نشعر بالعجز. نجد أنفسنا وحدنا نواجه مخاوفنا وأسئلتنا و”ذاتنا” الجديدة. لقد بدّل المرض شخصيتنا. علينا أن نتعلم كيفية التعايش مع الندبات التي لن تُمحى.
لمرافقة المرضى خلال هذه الفترة الحساسة والحيوية من إصلاح النفس، قدم الدكتور آلان توليدانو معهد رافائيل، (الذي افتُتِحَ يوم 8 نوفمبر) ومهمته تشجيع الكثير من المرضى على التصدي للتحدي الذي يواجهونه خلال فترة ما بعد السرطان.
ولتعزيز مبدأ المرونة، يخطط معهد رافائيل، الواقع في ليفالوا بيريه في منطقة باريس، لتقديم الرعاية الكاملة للمرضى، وتخصيص مسار الرعاية؛ بحيث يلبي -على أفضل نحو ممكن- الأهداف أو المشروعات الحياتية لكل شخص على المدى الطويل.
وكلٌّ وفقًا لسرعته الخاصة؛ فلكل شخص الحق في استعادة نفسه وحياته سواء باستخدام الكلمات، أو الرياضة، أو الفن، أو الطبخ، وذلك ليس من أجلهم فقط وإنما من أجل أسرهم وبالتالي مجتمعاتهم. لن تخلو رحلة استعادة الحياة من الشك والخوف، لكن تتخللها أوقات السعادة والفرح أيضًا. إنها بحاجة إلى من يشجعها ويرافقها، بحيث يمكن لكل شخص تضررَ بدنيًّا أو عاطفيًّا من هذا المرض، أن يجد التصميم والقوة للمضي قُدَمًا واستعادة حياته.
ولما كان للتصالح بين الجسد والروح أهمية كبيرة بعد المرور بهذا الأذى، فإنه يسعد Ozalys أن توفر بين جنبات أحد الأماكن الفريدة والمبتكرة والمتطلِّبة أول صالون تجميلي لمرضى السرطان. بفضل المنتجات المصممة خصيصًا بأيدي الخبراء، توفر Ozalys رعايةً خاصة للتعلم من جديد كيفية النظر إلى أنفسنا، كيفية لمسنا لأنفسنا ولمس الآخرين لنا، تعلُّم الحب وتلقي الحب من جديد.
إن التزامنا هذا في معهد رافائيل يُعد بطبيعة الحال جزءًا من المسؤولية المجتمعية لـ Ozalys، ويسمح لنا بأن نعطي معنى للتجارب التي تُجرى على هذا المرض مرة أخرى.
إنني أتلقى وبشكل منتظم شهادات من نساءٍ يواجهن صعوبات، أُجيبُ عن أسئلتهن، وأشارك تجربتي مع هذه المحنة، بل وأدرب بعضًا منهن على التعافي. وإنني أتمنى بكلماتي ونصائحي وسلوكياتي أن أخفف عنهن، وأدفعهن للأمام حتى يتمكن من تحسين صحتهن وراحتهن.
السرطان مرض يجعل مصابيه يشعرون بعدم المساواة. السرطان مرض يجعل مصابيه يشعرون بعدم المساواة. ومنحهم بصيصًا من التفاؤل والإشراقة. بينما تُبدد في الوقت نفسه الأفكارَ المحظورة والمحرمة المتعلقة بالسرطان في مجال العمل مثلًا، بهدف تغيير تصور الأشخاص حول النساء التي تصُاب بهذا المرض. إنني في نادي Cancer@Work أدعم جميع النساء في الشركة خلال فترة صراعهن لتحقيق المرونة في عملهن والعودة إليه.
لأن الوضع بعد السرطان تحوَّل من مجرد مسألة “نجاة” إلى مسألة قدرة على عيش الحياة ، دون شعور بالذنب، لكن دون أن ننسى أخواتنا اللاتي لم تُتح لهن فرصة النجاة بعد.