عندما يتسبب السرطان في فُقدان الشعر…
اشعري بالجمال برغم فقدانكِ لشعركِ
تساقُط الشعر هو أحد الآثار الجانبية المتكررة والمخيفة للعلاج الكيميائي.
فقد حذرني طبيب الأورام الذي يعالجني بأن تساقط الشعر سيبدأ بعد أربعة عشر يومًا من الجرعة الأولى، وقد كان محقًّا في ذلك.
إنني لن أنسى أبدًا ذلك الصباح يوم الأحد. عندما كنتُ أستحم، رأيتُ أول خصلة من شعري عند قدمي. وبرغم العناية الفائقة التي أُداوم عليها، لكنني عندما أدلك فروة رأسي تخرج خصلات من شعري بكميات ملء الكف وتعلق في راحة يدي. لقد حدث بالفعل ما كنت أخشاه كثيرًا، وكنتُ عاجزة عن القيام بأي شيء حياله.
الصلع هو الوسيلة التي “يكشف بها المرض عن نفسه” ويفضح أمام الجميع المعركة التي نخوضها. إن الوجه الفارغ من الشعر والرموش والحاجبان يولِّد ردود أفعال مختلفة في نفوس الآخرين،
بدءًا من الخوف وصولًا إلى الحرج أو الشفقة. تساقُط الشعر تحديدًا يعد تجربة مؤلمة بالنسبة للنساء؛ لِمَا للشعر من قيمة رمزية قوية ويعتبر فقدانه هجومًا على أنوثتنا.
إن للشعر أهمية خاصة داخل أسرتي. فجميعنا من الأم إلى الابنة نتمتع بشعر بني طويل وناعم. كانت والدتي بجانبي عندما قررت أن أحلق الشعر القليل المتبقي في عيادة علاج الشعر.
وهروبًا من نظرات الآخرين غير المرغوب فيها والتي يصعب تحملها أو حفاظًا على ما نحب، بل ومحاولةً منا للتعايش بشكل أفضل مع المرض، والاستمتاع بالحياة دون فُقدان أو استسلام، تلجأ الكثير من النساء إلى الشعر المُستعار.
وهو الشعر الذي يُباع بأسعار مختلفة بشكل كبير. يغطي نظام الضمان الاجتماعي الفرنسي الحصول على هذا الشعر بقيمة تصل إلى 125 يورو (وسيزداد التعويض في إبريل من هذا العام ليصل إلى 350 يورو)، وهناك بعض من الشركات التي تكفل العلاج التكميلي في فرنسا تغطي كل أو التكاليف المتبقية أو جزءًا منها.
بعد أن حلقتُ شعري، أسْرَعَت المختصة بالشعر بجلب عدة أشكال من الشعر المستعار كي أجربها. لكنَّ الأمر لم ينجح. لم أتعرف على نفسي، فقد كانت التجربة قاسية ولم أكن مستعدة لها. عرضَت عليَّ بعد ذلك التربان لأغطي به فروة رأسي الصلعاء، كان ذلك في منتصف الشتاء وكان الجو باردًا للغاية…
عندما اكتشفتُ هذه الموديلات الجميلة كان من دواعي سروري أن أجربها وأراقب نفسي بعدها، وعندها رأيتُ أنه يمكن أن تكون من إكسسوارات الأزياء التي تُحسِّن من طريقة ملبسي، بل وتكون وسيلة لأستمر في العناية بنفسي والتواصل مع هذا الجزء من أنوثتي. أعتبر نفسي محظوظة بالقدر الكافي الذي مكَّنني من الحصول على الضمان المالي الذي سمح لي بشراء العديد من أشكال التربان، لكن لسوء الحظ لا يمكن لجميع النساء أن يتحملن تكلفة التربان؛ خصوصًا أن غطاء الرأس لا يغطيه الضمان الاجتماعي الفرنسي.
مع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن ثمة تطورًا رائعًا ظهر باستخدام “الصيحات المختلطة” والتي يغطيها الضمان الاجتماعي الفرنسي، كان أولها الصيحة التي ابتكرَتْها وسجَّلَتْهَا ببراءة اختراع "جولي"، صاحبة العلامة التجارية Les Franjynes، وهي شابة رائعة وإحدى “الناجيات من السرطان” التي جمعت بين التربان المزود بآلية لتنظيم الحرارة والشعر. وقد أحببتُ أن أحصل على واحدة منها في ذلك الوقت.
بالإضافة إلى ذلك، اعتبارًا من إبريل 2019، ستتمكن النساء اللاتي لا يرغبن في الحصول على شعر مستعار الاستفادة من ثلاثة إكسسوارات ، يتحمل تكلفتها الضمان الاجتماعي الفرنسي، منها إكسسوار واحد على الأقل مصنوع من النسيج (سواء كان وشاحًا أو تربان أو تاجًا للشعر أو الغرة الأمامية…).
العناية بفروة الرأس لتعزيز نمو الشعر مجددًا
يصبح جلد فروة الرأس شديد الحساسية بدون الشعر لأنه صار بدون حماية. كما أن ارتداء الشعر المستعار وأغطية الرأس والقبعات يضعف فروة الرأس ويسبب إزعاجًا مثل الالتهاب والحكة. لهذا لا بد من العناية بها يوميًّا، وحمايتها والحفاظ عليها بنفس الطريقة التي نستخدمها مع بشرة الوجه والجسم.
خلال فترة مرضي، تعلمتُ كيف أعتني بفروة رأسي بنفس قدر اعتنائي بوجهي ويديَّ، وأن أحميها من الأضرار الخارجية (كالتلوث والبرد والرياح وغيرها). إذ إنني أنظفها وأرطبها قدر استطاعتي باستخدام المنتجات التي لم تكن مخصصة لهذا الاستخدام بالتحديد. فقد كانت هذه المنتجات دهنية أو سائلة للغاية، أو تسبب الالتهاب ومكوناتها غالبًا ما تكون غير مناسبة.
لهذا السبب كنتُ أريد من مختبر Ozalys أن يطور حليبًا لطيفًا لفروة الرأس، يلطفها سريعًا ويرطبها ويُحضِّرها لنمو الشعر من جديد. وقد أسميتُ هذه المرحلة بمرحلة التصالح، لأن النظر إلى وجه “الميت” الأصلع في المرآة لهو تحدٍّ صعبٌ فعلًا. إنَّ تَصَالُحَ نفسكِ مع هذه الصورة من خلال العناية بنفسك يسهم في استعادة تقديركِ لذاتك…
بعد فترة من العلاجات (حوالي ستة أسابيع من آخر جلسة للعلاج الكيميائي)، أخيرًا جاءت اللحظة التي طالما انتظرتُها وهي لحظة نمو شعري. يجب التعامل مع الشعرات الأولى بعناية وحذر فائقين لأنها غالبًا ما تكون متناثرة وضعيفة. وهي تختلف عن تلك الشعرات التي كانت لدينا من قبل، فلونُها وقوامها تغير. إضافة إلى ذلك، ما يدعو للدهشة الحقيقية هو أن إعادة نمو الشعر يسبب حكة أيضًا!
عادةً ما تكون هذه الخطوة دلالة على الصحة الجيدة واستعادتها في أعين المحبين، لكننا نحن “الناجيات من السرطان” نعلم أن مرحلة “ما بعد السرطان” ليست بهذه البساطة.
جميع مَنْ حولي حلموا بعودتي إلى سابق عهدي، بضفائر شعري الطويل أو كعكة الشعر “المرحة”. لكنَّ هذه الصورة لم تعد تطابق صورة المرأة التي صرتُ عليها، والصورة التي أتصورها لنفسي. في يوم ما بعد ذلك ذهبتُ إلى مصفف شعري، دون أن أخبر أحدًا بشيء، وخرجتُ من هناك بشعر أشقر قصير بلاتيني! لأننا وكما نقول عادةً فإن “قصة الشعر الجديدة تعني صفحة جديدة من حياتك”.
ونظرًا لأنني أعلم أنه يتم اختبار الشعر خلال فترة المرض وما بعده أيضًا باستخدام أساليب العلاج المضادة للهرمونات، أردتُ أن تقدم شامبو Ozalys يفي بِكُلِّ احتياجاتك في منتج واحد للعلاج. الحياة ثمينة، وجمالكِ أيضًا!