< انتقل إلى موقع Ozalys على الويب
مُدوَّنة إيزابيل

الحب…

في الأول من يناير من كل عام، بعد مرور الثواني الأولى بعد منتصف الليل، تنهمر الرسائل التي مضمونها “سنة جديدة سعيدة” لتملأ هواتفنا وصناديق بريدنا وصفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بنا.
بعضهم يتمنى لك أن تجد توأم روحك، بينما يتمنى لك الآخرون تحقيق أحلامك أو ازدهار عملك… وغالبيتها تنتهي بالأمنية الأبدية و”خاصة الاستمتاع بصحة جيدة”.

عندما يدخل المرض حياتنا وأجسامنا الحصينة، تتحول الأمنيات المرتبطة بالصحة لتتجسد داخل نفوسنا في شكل خوف من شر مرتقب في المستقبل، خلال رحلتنا من أجل العيش والصراع اليومي من أجل النجاة.
وبالنسبة للبعض الآخر، تُحيي هذه الأمنيات “صفحة” الإصابة بالسرطان التي نكافح جاهدينمن أجل طيِّها كي نتمكّن من مواصلة حياتنا. هذه الحياة لن تكون أبدًا كما كانت، فالمرض بدّل كلَّ شيء فينا. وبالرغم من أنه قد ترك أثرًا أبديًّا داخل نفس كل منَّا، لكنَّ هذا لا يعني أن عزيمتنا نحن “الناجين من السرطان” ستقل في هذه المعركة. على العكس تمامًا؛ فإن رغبتنا في أن يقدرنا الآخرون بكل ما فينا وبتفرُّدنا لهي أشد من أي وقت مضى.

فكثيرًا ما سمعتُ عبارات خلال فترة علاجي مثل: “نحن نعلم على الأقل ما نتمناه لكِ” أو “الصحة هي أهم شيء، وأنتِ الأعلم بذلك دون شك”… بالنسبة لي شخصيًّا برغم أنني أعلم أن هذه العبارات البسيطة لا تُقال بغرض الحقد أو الخبث، إلا أنَّ وقعها عادة ما يكون صادمًا، وتجعلني أود أن أصرخ سواء من الألم أو المخاوف التي تساورني.

ينتابني الفضول طوال موسم الأعياد لأعرف الكلمات التي أريد أن أسمعها من الآخرين، وكذلك الكلمات التي أحب أن أُعبِّر بها. من البديهي أنَّ ما أريده هو أن أشعر “بالحب” من الآخرين وأشاركه معهم.

تلك الكلمة ذات التأثير الجم. العاطفة المتفردة بقدر تعدد أشكالها، العميقةُ في تأثيرها برغم أنها لا تُدرَك بالعقل، المسببة للإدمان رغم عدم قدرتنا على الخروج بتعريف لها. هي تلك الشرارة التي تشتعل كي تدفئنا، والضحكة التي تحفزنا، والملاطفة التي تحرك مشاعرنا.

سواء كان هذا الحب في علاقتنا، أو الذي نُكِنُّه لأطفالنا أو أصدقائنا وما نتلقاه منهم، أو حتى مجرد المجاملات البسيطة الخاصة مثل ابتسامة من شخص مجهول تضيء يومنا … لا تكون هذه اللفتات البسيطة ممكنة ومحسوسة إلا إذا تعلمنا كيف نحب أنفسنا أولًا.
قد يكون الحب أحيانًا ضربًا من الجنون أو ليس بالشكل الذي يريده المرء … فهو شعور هائل يبدأ عندما يشعر المرء باحترامه لذاته. تقدير الذات. الفكرة بسيطة للغاية، لدرجة تجعلنا غالبًا ما نتغافل عنها.

في بداية هذا العام، أتمنى لكم كل الحب. الحب الذي لا يمنحكم فقط القوة للاستمرار في معركتكم وللتقدم ومواجهة الصعاب، وإنما الحب الذي يجعلكم تستمتعون بفترات الهدوء أيضًا.
الحب يسكن بداخلكِ وبداخل جميع من حولكِ. إياكِ أن تشكِ في ذلك. تعلمي كيف تشعرين به وترحبين به وتمنحينه لمن حولك. فهو أفضل هدية يمكنكِ أن تقدميها لنفسكِ وللآخرين.

Isabelle Guyomarch
Isabelle Guyomarch
إيزابيل غيومارش هي امرأة ذات شخصية متحمسة وخبرة مهنية في عالم المنتجات الدوائية ومستحضرات التجميل. أُصيبت بسرطان الثدي عام 2013. فابتكرت Ozalys في عام 2017، وهي علامة لمستحضرات التجميل، علامة صنعتها نساءٌ من أجل النساء اللاتي أُصبن بالسرطان.