عيد ميلاد مليء بالنعومة والراحة
عندما يقتحم السرطان حياتنا وأجسامنا، فسيتغير كل شيء، ولن تكون كسابق عهدها.
ففي كل مناسبة نُذكِّر أحباءنا بنقاط ضعفنا وضعفهم أيضًا.
خصوصًا في عيد الميلاد بشكل أكبر من أيّة مناسبة أخرى، لأنه الوقت الذي يعني أننا سنعيش لحظات خاصة مع أسرتنا، فالجميع يتوقع وجودنا سواء كانوا صغارًا أم كبارًا، وعندما يقتحم المرض أوقات الاحتفال، يتبدل مذاق كل شيء ليصبح مرًّا، والقلب يخلو من سعادة الاحتفال بالأعياد.
وبرغم وجودنا في أحضان أسرتنا،وتحل الدموع التي يصعب كبحها محل الضحكات التي طالما نود أن نسمعها تُدوّي. وتحل الدموع التي يصعب كبحها محل الضحكات التي طالما نود أن نسمعها تُدوّي.
تجسد فترات الأعياد الألمَ الذي تشعر به وأنت تقف أمام مقعد فارغ كان لشخص ما، أو الخوف من دنو النهاية.
عندما نكون في مرحلة العلاج بانتظار نتائج الاختبارات أو ما نَزَالُ في مرحلةالصدمة فيما بعد تشخيص المرض، يصعب علينا أن نتصور أنه يمكننا الاحتفال.
إذ كيف يتسنى لنا الاستمتاع بهذه اللحظة بينما حياتنا تحفها المخاطر، ولا يمكننا التفكير والتخطيط لعيد الميلاد القادم، ونسأل أنفسنا هل سنظل على قيد الحياة حينها؟
لا يمكن للبعض احتمال مثل هذا الموقف، بينما يمثل للبعض الآخر فرصة لالتماس الراحة والسلوى مع أسرهم.
كل منَّا يحاول أن يتعايش مع هذه اللحظة وما تمثله بطريقته الخاصة.
أهم شيء هنا هو أنكِ تمتلكين الحق في قبولك “خوض اللعبة” أو رفضكِ لها، ولِمَ لا نبتكر قواعد جديدة لهذه اللعبة، بدلًا من التظاهر بأن كل شيء على ما يرام، وأننا نمضي إلى الأمام.
لا تشعرين بالذنب لأنكِ حزينة، أو لأنكِ لا تشعرين بالسعادة، أو إذا كنتِ تريدين أن تقضي أجمل عيد ميلاد على الإطلاق بغض النظر عما يحدث بعد ذلك.
فكري فيما ترجوه نفسك، وستجدين أن أحبَّاءَك سيتبعونكِ وسيفهمونكِ سواء اليوم أو غدًا. في مثل هذه الفترة التي يغمرها الحب، لا ينبغي أن يُفرض عليكِ شيءٌ. يجب أن نشعر أن حديثنا خارجٌ من القلب بنفس القدر الذي نشعر به عند الحديث. لا شيء أكثر من ذلك.
في شهر ديسمبر من كل عام، أفكر كثيرًا في كل المرضى وأسرهم ممن يحتاجون إلى التعامل بِلِينٍ وطمأنينة.
أنصِتي إلى ما تُمليه عليكِ نفسُكِ. تحدّثي بما يجب أن تتحدّثي به. فهذه هي فرصتكِ كي تتحرري من أي شيء قد يشكل أهمية بالغة في حياتكِ. هذه فرصتكِ في أن تتحلَّي بالجرأة دون أن تخشين أن تزعجي أحدًا. هذه فرصتكِ لتقولي: “أحبك” لمن حولك، ولِتَسْمَعِيها منهم. هذه فرصتكِ كي تُدهشي الجميع وتُتيحن الفرصة لهم كي يفاجئوكِ.
فحتى لو كان الاحتفال بعيد الميلاد لن يكون مثلما كان في الماضي، فيكفي أنكِ تفعَلي ذلك لأنكِ تُدركي كم هي ثمينة هذه الحياة. وكم أنكِ قويّة أيضًا.